من هم المدجنة؟
مصطلح "المدجنة" يُطلق على أفراد أو جماعات تدعي السلفية لكنها تُتهم بتبني مواقف تخالف منهج أهل السنة والجماعة، خاصة من خلال التساهل في مسائل العقيدة والتقارب مع الفرق الأخرى مثل الأشاعرة. في هذا المقال، نستعرض أصل المصطلح، خصائص هذه الفئة، وأمثلة على مواقفها، مع الاستناد إلى مصادر شرعية وتحليل علمي.
أصل المصطلح
كلمة "مدجن" مشتقة من الجذر اللغوي "د ج ن"، وتعني ترويض الحيوان أو جعله أليفًا. في السياق الديني، يُستخدم المصطلح للإشارة إلى من تم "ترويضهم" لقبول أفكار أو ممارسات تخالف المنهج السلفي الصحيح، خاصة في التعامل مع الفرق المخالفة مثل الأشاعرة. يُشار إلى هذه الفئة أحيانًا بـ"المداخلة الجدد"، مما يوحي بصلة مع المدخلية، لكنها تُعتبر أكثر تساهلاً مع الأشاعرة (السلفية المدجنة).
ظهرت هذه الفئة في سياق انضمام بعض السلفيين إلى اتحادات يقودها الأشاعرة، مثل "اتحاد علماء المسلمين"، مما أدى إلى اتهامهم بـ"التدجين" وتبني مواقف تقرب من الأيديولوجيات الأشعرية.
خصائص المدجنة
تتميز "السلفية المدجنة" بعدة خصائص تميزها عن السلفية التقليدية، وفقًا للنقد الموجه إليها من علماء مثل الشيخ محمد بن شمس الدين. تشمل هذه الخصائص:
- الجرح والتعديل: يركزون على تجريح من يخالف الأشاعرة، ويطالبون بالمناظرة قبل الحكم بالبدعة، لكنهم يطبقون ذلك بشكل انتقائي على أئمة الأشاعرة، مخالفين منهج السلف الذي يعتمد معايير ثابتة من الكتاب والسنة.
- الامتحان: يختبرون الناس بمواقفهم من علماء الأشاعرة مثل النووي والسيوطي وابن عبد السلام.
- الولاء والبراء: يعادون ويكفرون من لا يكرم أئمة الأشاعرة، ويطبقون أحكام السلف (مثل عدم الإكرام أو المقاطعة) على هؤلاء، بينما يوالون من يكرمونهم.
- المركزيات: يعطون الأولوية لتوحيد الأمة مع الأشاعرة والماتريدية وبعض الإباضية وغير المعادين من الشيعة، ويحذرون من سيموهم المبتدعة (الملتزمين بنصوص السلف)، ويفضلون العبادة على العقيدة الصحيحة.
- العذر: يعذرون في البدعة والكفر إلا لمن خالفهم في رأيهم عن الأشاعرة، ويطالبون بالمناظرة قبل الحكم، ويعذرون المبتدعة بدعوى عدم قيام الحجة، مخالفين منهج السلف في التحذير من البدع.
- تشويه المخالفين: يشوهون معارضيهم من أهل السنة بألقاب منفرة مثل "تكفيري" أو "يكفر العلماء"، حتى لو كانوا ملتزمين بالمنهج السلفي.
- الكذب والتأويل: يكذبون أو يحرفون كلام معارضيهم، إما عن جهل أو لغرض الانتقام.
- القسوة على أهل السنة واللين مع الآخرين: يتعاملون بقسوة مع أهل السنة، بينما يظهرون تسامحًا مع الأشاعرة إلى درجة جعلهم أئمة.
- الطعن في السلف الصالح: يطعنون في السلف الصالح ويحاولون إجبار معارضيهم على الطعن فيهم لحماية أهل البدع.
هذه الخصائص تُظهر انحراف المدجنة عن المنهج السلفي، حيث يُتهمون بالتقارب مع الفرق المخالفة على حساب العقيدة الصحيحة (السلفية المدجنة).
وجهة نظر المدجنة
يدافع بعض المنتسبين إلى المدجنة عن أنفسهم، معتبرين أن المصطلح يعكس جهودهم لتوحيد الأمة الإسلامية بين السلفية والأشعرية، مع الالتزام بالأصول الشرعية. يرون أن علماء الأشاعرة، مثل النووي والغزالي، هم أئمة الأمة، ويسعون إلى ترويض الفكر السلفي ليكون أكثر انفتاحًا على التراث الأشعري (موقع الطائفة المدجنة).
أمثلة على مواقف المدجنة
من الأمثلة المثيرة للجدل، تشكيك بعض المدجنة، مثل أبو عمر الباحث، في أن مسيلمة الكذاب في النار، وهو ما يخالف الإجماع الإسلامي (أبو عمر الباحث).
الخلاصة
المدجنة فئة تدعي السلفية لكنها متهمة بالانحراف عن منهج أهل السنة من خلال التساهل مع الأشاعرة والقسوة على السلفيين. بينما يدافع البعض عنهم كدعاة وحدة، يرى النقاد أن مواقفهم تخالف أصول السلف. يُوصى المسلمون بالتمسك بالمنهج السلفي الصحيح والتحقق من المصادر المعتمدة لفهم هذه الظاهرة.
جدول مقارنة: المدجنة مقابل السلفية التقليدية
الجانب | المدجنة | السلفية التقليدية |
---|---|---|
موقف من الأشاعرة | التساهل والتقارب، اعتبار علمائهم أئمة | التحذير من بدعهم |
التعامل مع أهل السنة | القسوة واتهام المخالفين بالتكفير | الرفق والنصح |
موقف من السلف الصالح | الطعن أو التقليل من شأنهم | الإكرام والاقتداء |
أولويات | توحيد الأمة مع الفرق الأخرى | التمسك بالعقيدة الصحيحة |